PDA

عرض كامل الموضوع : رؤية هلال الصوم وهلال الفطر تطبيقها الصحيح يحسم الجدل بقلم عبدالله يحي عجيبي


ra7mh
01-28-2017, 06:50 PM
رؤية هلال الصوم وهلال الفطر تطبيقها الصحيح يحسم الجدل بقلم عبدالله يحي عجيبي




يجب أن نفهم أن الشرع المطهر ما شرع الرؤية وشدد عليها إلا لأن فيها تيسيرا وترخيصا لعباد الله ، ومع ورود أحاديث صحيحة تحدد أيام الشهر بأنها تسعة وعشرون يوما وثلاثون يوما هكذا وهكذا فقد وردت أحاديث صحيحة أخرى تخص شهر الصوم بأن الأصل فيه أن يبدأ بالرؤية وينتهي بالرؤية ، فإن حدثت غمة يصار إلى العدد ، وفي هذا دلالة واضحة على أن ضابط الرؤية بديل لضابط العدد ، وأن شهر الصوم إذا بدأ بالرؤية وانتهى بالرؤية لا ينظر إلى عدد أيامه ، وهذا هو المعنى المباشر لحديث ( صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته ..) ، ولو أن العدد مراد مع الرؤية لكفى أن يبدأ الشهر بالرؤية وتكون النهاية هي بلوغ العدد المطلوب ، كما أن الجمع بين الرؤية والعدد في شهر واحد يعد تعسيرا وليس تيسيرا .
وبانتفاء العدد عن شهر الرية يتضح أن الحكمة من تشريع الرؤية هي إتاحة وإباحة أن يقل عدد أيام شهر الصوم عن الحد الأدنى للشهر العددي أي أن يقل عن تسعة وعشرين يوما .
وبالنظر الدقيق يتضح أن حقيقة تشريه الرية هي اسناد مهمة تحديد بداية ونهاية شهر الصوم إلى المكلفين أنفسهم لتمكينهم من الترخص ، وأن الرؤية فعل بشري يتأثر بنوازع النفس البشرية ، ولأن في الصوم مشقة فإن من الفطرة ـ والإسلام دين الفطرة ـ أن يميل الناس إلى التباطؤ في ترائي هلال الصوم وإلى التعجل في ترائي هلال الفطر ، والشرع المطهر يسمح بهذا ، فلم يرد نص يحث على المسارعة وبذل الجهد في ترائي هلال الصوم ، وغاية ما يفهم من النصوص أن يبقى الناس في شؤونهم حتى يبرز لهم الهلال ويروه بوضوح دون عناء ، بل إن قول المصطفى صلى الله عليه وسلم ( لا تصوموا حتى تروا الهلال .. ) يدل على وجوب الإمتناع عن الصوم حتى يُرى الهلال ولو انقضى شهر شعبان ثلاثين يوما مالم تحدث الغمة المبيحة (1) لترك الرؤية ، وظهور الأهلة آية كونية لا تتخلف ، والمصلحة هنا في عدم الذهاب والطلب ، وفي المقابل ورد نص متفق على صحته يبيح للناس أن يعملوا على تعجيل الفطر وهو قول المصطفى صلى الله عليه وسلم ( لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر ) ، ومن خلال التباطؤ المباح في ترائي هلال الصوم والتعجل المباح في ترائي هلال الفطر يقل عدد أيام شهر الصوم عن عن تسعة وعشرين يوما ، وهذه هي الرخصة المتوخاة من تشريع الرؤية ، والسنة الشريفة تقر نقصان شهر الصوم وذلك في الحديث المتفق على صحته الذي رواه أبوبكرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( شهران لا ينقصان ، شهرا عيد ، رمضان وذو الحجة ) ، ومعناه ( لا يتقصان في الأجر وإن نقصا في العدد ، ولعل وجه الجمع بين رمضان وذي الحجة في هذا الحديث هو أن في كليهما تعجل يؤدي إلى نقص أيامهما .
وإذا فهمنا الرؤية على هذا النحو الذي تؤيده النصوص فإن رؤية هلال الصوم بالأجهزة الدقيقة وبالتسلق فوق التلال والهضاب والشواهق ليلة ولادته تعد غبنا ، وتفوت على اناس امكانية الترخص ، وتجعل الرؤية إجراءا شكليا مفرغا من المضمون ، والأولى هو توظيف هذه الوسائل لمصلحة الناس بقصر استعمالها على ترائي هلال الفطر لورود نص يبيح تعجيل الفطر دون قيود وهو ما يناسب أجواء العيد والفرح بها .